اسرائيل تغتال إنتصار تموز أوروبياً
د.نسيب حطيط
عجزت إسرائيل عن الثأر لهزيمتها في تموز 2006، وليأسها من القدرة على هزيمة المقاومة استعانت بجلاديها في "المحرقة" المزعومة واتهموا المقاومة بالإرهاب!
عاد الأوروبيون المستعمرون لهويتهم الحقيقية كمستعمرين بيض ، والتزموا حماية الكيان الذي منحوه فلسطين وشردوا شعبها ، ، ولا يزال الإحتلال عاجزاً عن حماية نفسه , ويحاول حصار كل مقاوم ومجاهد يسعى لتحرير أرضه وحماية شعبه ولذا صار الجناح العسكري لحزب الله أي "المقاومة" ارهابا والتي هربوا من تسميتها حتى لا تنكشف عورتهم الإخلاقية والسياسية.
المقاومة واجب على كل مواطن احتلت أرضه وحق كل إنسان للدفاع عن نفسه وماله وعائلته وهذا ما قام به بعض اللبنانيين بعدما تركتهم المؤسسات الدولية أكثر من عشرين عاماً ولم تنفذ القرار الدولي 425 مثلما تركت الفلسطينيين اللاجئين ولم تنفذ القرار 194 لعودة اللاجئين.
المقاومة ترهب المحتل وحلفاؤه وأصدقاؤه وعملاؤه، وتوفر الأمن والطمأنينة لأهلها وناسها، وليس يرهبها حصار مالي أو سياسي أو عسكري فالحرية لها أثمان تتدرج من الجوع والخوف حتى الدماء.
لقد اغتالت قوى 14 آذار إنتصار المقاومة في تموز بعدم الإعتراف به وتفرح الآن بالقرار الأوروبي عله يساهم في تحجيم المقاومة ، بعدما عجزت إسرائيل وحلفاؤها إسقاط محور المقاومة ونقطة إرتكازه في سوريا كما صرح رئيس الوزراء البريطاني أو مخابرات حلف الناتو.
إذا كانت المقاومة إرهاباً فماذا تسمي أوروبا الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين ؟ أو ماذا تصف الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة ؟ وهل وصفت مجزرة قانا في عقر القوات الدولية إرهاباً ....لتعطي مرتكبها المجرم شيمون بيريز جائزة نوبل للسلام..وماذا تصف الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية؟
الغرب المستعمر يعتبر القاتل والمحتل داعية سلام والمقاوم إرهابياً، حتى لا يدين نفسه ولكننا نوضح للأوروبيين بعض الأمور التي غابت عنهم أو لايفهمونها.
- إن القرار يزيد أهل المقاومة تمسكاً بالمقاومة لأنهم يلمسون خطر المقاومة على العدو الإسرائيلي وكيف تخيفه وتقيد أطماعه وإلا لما سخر كل إمكانياته لإصدار القرار واحتفل بإعلانه.. المقاومة تقلق الإحتلال وتردعه ولذا سنبقى معها.
- لقد تم توريط القارة العجوز بهذا القرار من قبل الثنائي الأميركي الإسرائيلي وباستدراج بريطاني لإحداث التصادم بين أوروبا ومحور المقاومة في المنطقة مما يمنع الأوروبيون من المشاركة في التسوية السياسية الدولية والإقليمية ، كما استبعدت قطر بعد توريطها وكذلك تركيا ولاحقاً السعودية.
- ظهر الأوروبيون بلا سيادة ولا قرار مستقل، بل كدول صغيرة تنفذ الإملاءات الصهيونية وقد وصف نتنياهو القرار بأنه إنجاز للخارجية الإسرائيلية ولم يشكر أوروبا بل عاتبها لأن القرار جاء متأخراً وناقصاً ... !
- لقد حرر القرار المقاومة من أي إلتزام مع أوروبا ولأن الإرهابي لا يستطيع حفظ السلم ولا القوات الدولية ،لذا فإن المقاومة في حل من أي إلتزام لحماية هذه القوى مع التأكيد على عدم مواجهتها أو التعدي عليها أو مضايقتها.
- كيف ستتصرف القوات الفرنسية والإسبانية وغيرها في الجنوب مع المقاومة والسكان وهي تعرف أن كل جنوبي هو مقاوم ...فهل ستتعامل معه وفق القرار 1701 الذي يعترف بالمقاومة وكذلك تفاهم نيسان عام 1996 أم ستتصرف وفق القرار الأوروبي ... وهل ستتحالف مع العدو الإسرائيلي ويصبح الجنود الدوليون جواسيس وتتحول القوات الدولية إلى لواء في الجيش الإسرائيلي باللون الأبيض ؟
- لن يمنع القرار الأوروبي المقاومة من حماية شعبها ووطنها و ثرواتها من الغاز والنفط ، والمقاومة ليست جناحاً عسكرياً لحزب بل هي شعب بكامله ...فهل ستستيقظ أوروبا وتعود عن خطأها لأنها الخاسر ونحن نقول من كانت إسرائيل عدوه لا يهمه بقية الأعداء ومن هزم إسرائيل يستطيع هزيمة الأخرينبأي مهما كانت لغتهم .